سنأخذ رحلة حول السعادة و ما أدراكم ما السعادة
هذه الأحاسيس الرائعة و الحياة الهانئة التي يمكن أن تتواجد تحت أي ظرف ، فكما اشتقنا يا أخواني الأحبة إلى هذه الأحاسيس و تضرعنا إلى الله سبحانه و تعالى لكي يمكن علينا و يمنحنا إياها ، و كم ضاعت أعمال و زهقت أرواح بسبب فقدان وجود هذا المعنى في حياتنا ألا و هو السعادة .
لذلك فقد حان الوقت لنأخذ جولة أو رحلة في بستان هذا الإحساس الراقي ، سنتجول في هذا البستان ، ربما نحتاج إلى القليل من المجهودات لإنماء هذا البستان و استكماله ، لا بأس و لكن يهون هذا المجهود طالما أن نهايته هي السعادة .
أول الرحلة ( هل ستكون معنا و تركب الحافلة أم انك مشغول )
بغض النظر يا أخي و يا أختي عن وجهة نظركم في السعادة ، هل لي أن أحدثكم فيها قليلاً ؟
أقصد أن تنحوا ما عرفتموه على السعادة جانباً ، ولا تحذفوه و لكن ( دعوه جانباً لبرهة ) ثم تعرفوا على ما سأقوله لعله فيه الشفاء ، و الشفاء بيد الله تعالى .
لذلك أطلب من كل أخواني التواجد معنا في هذه الرحلة ، حتى بقليل المشاركة العابرة أنا لا أطلب و لا ألزمكم بالمشاركة و لكن أريد أن لا اشعر بأنني أتحدث مع نفسي في الصحراء .
فلنبدأ الرحلة
المحطة الأولى ( كلمات عن السعادة )
عندما بحثت عن السعادة و كيفية اكتسابها و أسباب فقدها ، وجدت أن السبب الغالب في عدم شعور البعض بها هو عدم فهمها الصحيح ، فهل سألت نفسك ما معنى السعادة ؟
هل السعادة في أن تكون مبتسماً طوال الوقت ؟ ، أو أن تضحك بصوت مرتفع طوال الوقت ؟
هل السعادة في المال ؟ أم في الأولاد و البنين ؟ ، أم في ماذا ؟
إن السعادة يا إخوان هي مجموعة أحاسيس مختلطة مزيج من المشاعر أهمها ( الرضا الذاتي ) و (راحة البال ) لذلك فالشخص الصحيح نفسياً هو شخص سعيد في الأصل ، و لذلك أيضا فإن السعادة تبدأ من الداخل ، أي من نفسك و من ثم ينعكس تأثيرها على الخارج أي على جسمك و مظهرك .
لذلك عندما نتحدث على السعادة ، نتحدث عنها لإحداث حالة من إعادة التهيئة و الترتيب لأوراقك الداخلية ليصبغ هذا الترتيب على وصفك الخارجي .
لذلك نحن نتحدث على موضوع ليس بقليل ولا عابر نحن نتحدث عن تغيير شامل يمكن أن يشملك داخلياً و خارجياً إذا قررت أن تكون سعيداً ، ما شاء الله ، إذا هذا هو السحر بعينه .
(إذا ما هي محطتنا اليوم ) ؟ اليوم ستكون جولتنا حول مكونات السعادة و جوانبها و سأطلب منكم طلباً ، اعتبروه واجباً عملياً عليكم القيام به إذا أردتم السعادة و هذا الواجب سيكون شيئاً دورياً سيطلب منكم في كل حلقة .
((((( مكونات السعادة و أركانها الستة )))))
أولاً و قبل كل شئ سأطرح عليك هذا السؤال ، هل تريد أن تكون سعيدا حقاً إذا كانت الإجابة بنعم عليك أن تقوم أولاً بهذه الخطوة عليك أن تتخذ القرار لكي تكون سعيداً
نعم ، فأنا لا أريد أن تتصفح مجلة أو تقرأ موضوعاً لا ، أريدك بالفعل أن تكون سعيداً ، لذلك عليك في أن تتخذ قرارك بأنك تريد فعلا السعادة ، هذا القرار الذي سيعتبر عهد بيننا تتعهد به على نفسك لكي تكون سعيداً و غالباً هذا سيكون واجب اليوم الذي سأطلبه منك و لكن انتظر … اقرأ هذه الكلمات و تعرف على الواجب كاملاً .
و لكن يجب علينا أولاً أن نتعرف على مكونات السعادة لنصحح بعض المعلومات عنها و ندقق فيها و الحقيقة إن السعادة يا إخوان كما قلنا هي مزيج من أحاسيس راحة البال و الرضا الذاتي و السكينة و لكنها تتكون من أربعة مكونات هي :
1- قوة الإيمان بالله عز و جل (القوة الإيمانية )
2- الرضا ( عن النفس و عن الصحة و عن الرزق الشخصي و عن الحال عموماً )
3- التسامح
4- الصبر
هذه هي مكونات السعادة يا إخوان ، و اسمحوا لي أن أقول لكم أن هذه المكونات استخلاص شخصي لمكونات السعادة فعندما بحثت في هذا الأمر قراءة و إطلاع وجدت إن كل الكتب تدور حول هذه المعاني الأربعة سواء معنى واحد منها أو أكثر و لكن بالفعل إذا حللت السعادة تجد أنها لا تخرج عن هذه المكونات الأربعة .
و تعالوا نأخذ جولتنا في رحلة السعادة و محطتها الأولى بالحديث عن هذه المكونات الأربع و سأحاول أن لا أكتب إليك بأسلوب الكتب المطبوعة ( أي بنظام العنوان الرئيسي و تحته شرح ) لا أرجو أن تتناسى أنك تقرأ و حاول أن تتخيل صوتي و أنا أحدثك و عش في خيالك مع المعنى .
1- فعندما نتحدث عن مكونات السعادة الأربعة ، لا بد و أن نبدأ بالقوة الإيمانية ، هذا الدافع و المعين القوي الذي لا ينضب ، هذا الدعم الإلهي القوي الذي دونه لن تطرق السعادة بابك ، أتعرفون يا إخواني من يرتبط بالله عز و جل و يعرفه عن حق و يناجيه ، يمده الله سبحانه و تعالى بجميع مكونات السعادة الأربعة بلا مجهود من العبد ولا تدريب ، نعم ، بل و يمده الله بإحساس غريب ، أتعرفون ما هو ؟ إنه إحساس السعادة في كل ظروف الحياة و في كل مصاعبها وويلاتها فأنت ترى في بعض الأحيان شخصاً كهلاً عجوزاً خطوط الزمن ارتسمت على وجهه بوضوح و لكن تجد الابتسامة على وجهه واضحة ، لعلك تقول على هذا الرجل مجنوناً أو أنه قد اصبح خرفاً فهو طاعن في السن ، لا يا أخي فبرغم أن هذا الرحل قد مر على مراحل حياته و أكل الزمن عليه و شرب و لكنه سعيد ، سعيد لأن في قلبه طاقة إيمانية تحفزه على الحياة و تمنعه من اليأس و تجعله سعيداً برغم آلام مرضه القوية و أيامه اليقينية المعدودة .
نعم يا أخوة هناك من يشعرون بالسعادة و هم مرضى أو هم فقراء إنها السعادة المستمدة من الأيمان .
2- والرضا أيضا ، هذا الشعور السحري ، إن الرضا هو فن الحياة ، تصور أن تكون الظروف حالكة و المصائب تتوالى و أنت راض ، تصور أن يكون قوت يومك بالكاد تحصل عليه و أنت راض ، كيف تعيش في حياتك و أنت تعرف بان الله معك لن يتركك لأنك من صنعه فبالتالي يجب أن يكون مخزونك الإيماني قوي بحيث تجد الدعم الإلهي معك ، نعم فهذا الدعم الإلهي ستجد مرافقاً لك في ذهابك و غيابك فبالتالي ستشعر بالرضا .
يمكننا وصف الرضا بأنه ثقة العبد بربه ، السند القوي الذي تعتمد عليه فلا يمهك أي شئ ، فكيف تخاف و معك أقوى القوى أو بمعنى أدق صانع ما نعرفه بالقوة ، إنه الله سبحانه و تعالى جل شانه .
3-و التسامح ، نعم طاقة الغفران المحدودة التي سمح الله لك بان تمنحها للمخطئين في حقك ، نعم ، إن السعادة الكاملة تتحقق عندما تكون لك القدرة في الصفح ، إن الإنسان الذي يتملك هذه القدرة يوهبه الله قوة و متانة حق منقطعة النظير ، إننا يا أخوة نعتقد انه بالقطيعة يمكننا أن نحل مشاكلنا و لكن ، إذا فكرنا قليلاً و سامحنا و تسامحنا سنتحول إلى أخلاق الفرسان
… نعم اعرف ما يدور في ذهنك ، فأنت تقول بان الواقع العملي لا يتيح لنا أن نكون بأخلاق الفرسان فيمكن للغير أن يصفوا هذه الأخلاق بأنها ضعفاً أقول لك تمهل سنناقش هذا الموضوع و سنضع له حلاً ، نريد أن نتسامح يا اخوة .
4-و أخيراً الصبر ، مفتاح الفرج الذي يصدأ دائماً من كثرة عدم الاستخدام أو الإهمال ، الصبر هو قدرة التحمل للمزيد من الوقت حتى يكتمل المطلوب أنه فترة الألم التي نريدها أن تمر بلا " بنج " بالتأكيد الشخص الصبور هو شخص سعيد .
إذا هذه هي مكونات السعادة الأربعة يا إخوان ، هذه هي معادلة السعادة المفقودة أو التي نفقدها أو التي ندعى أننا نفتقدها ، إخواني في المحطات القادمة سنتحدث عن كل مكون من هذه المكونات منفرداً و سنضع أجوبه للكثير من الأسئلة عنها بأمر الله تعالى .
و الآن الجزء الأخير من محطتنا هذه …أركان السعادة الستة
هيا لكي تسعد ،،، محطات السعادة … انضم ألينا فلازلنا في المحطة الأولى
لطالما تحدثت عن مكونات السعادة الستة و التي بها صممت ساحة حوار موقعنا لنتباحث فيهم و نبحر
الحقيقة مكونات السعادة التي سأذكرها الآن بفقدها كاملة أو بفقد جزء منها ستترك السعادة قلبك ، لذلك إذا كنت من أصحاب حزب مفتقدي السعادة تعرف على الأركان الستة المكونة لها لكي تتيقن ما هو الركن المفقود لديك و الذي يؤدي إلى ترك السعادة لك .
و هذه الأركان الستة المكونة للسعادة هي
الجانب الروحاني ( الديني )
الجانب الصحي
الجانب الاجتماعي
الجانب النفسي
الجانب المادي
الجانب المهني
ما رأيك أليست هذه الجوانب الستة مكونة لشخصيتك أنت و غيرك …….
تصور شخص تارك ذكر الله وليس بينه و بين ربه اتصال … هل سيكون سعيداً ؟
تصور شخص مفرط في التدخين أو على جسمه جبل من الدهون و الشحوم هل سيكون سعيداً ؟
تصور شخص فاقد الاتصال بأهله و أقرانه .. هل سيكون سعيداً ؟
تصور شخص مهمل في ماله ولا يعرف للقرش طريق هل سيكون سعيداً ؟
تصور شخص مهنته شئ نمطي بالنسبة له لا يبدع فيها ولا يطور .. هل سيكون سعيداً ؟
ها ،، هل أجيب أنا أم أترك لكم الإجابة ؟ … عموماً اعتقد أن الحافلة توقفت بنا في هذه نهاية هذه المحطة لنرتاح و نلتقي في المحطة القادمة بأمر الله تعالى عن السعادة
و هذا هو الواجب العملي لكي تكون سعيداً
ما رأيكم في محطة اليوم الأولى ؟
لقد تحدثنا اليوم على ضرورة أن لا تبدأ رحلة السعادة إلا بان تأخذ قرارك بأنك ستفعل كل ما يطلب منك لكي تسعد أليس كذلك ،،، حان الوقت لكي تأخذ قرارك و لكن خذ وقتك الكافي لذلك ، أمامك أسبوعاً كاملاً تفكر فيه ملياً لتقرر إنك بأمر الله تعالى قررت أن تكون سعيداً