المجتمع من أجل الجمال والجمال من أجل النهوض بالمجتمع الراقي
المجتمع من أجل الجمال والجمال من أجل النهوض بالمجتمع الراقي
المجتمع من أجل الجمال والجمال من أجل النهوض بالمجتمع الراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المجتمع من أجل الجمال والجمال من أجل النهوض بالمجتمع الراقي

بيت ملكات الجمال لتعلم أسرار التجمل وغيره
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سمة ضبط النفس و التحكم في السلوك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
الإدارة
الإدارة



عدد الرسائل : 159
الموقع : www.adam-lamber.mousika.ibda3
السٌّمعَة : 0
نقاط : 30178
تاريخ التسجيل : 17/07/2008

سمة ضبط النفس و التحكم في السلوك Empty
مُساهمةموضوع: سمة ضبط النفس و التحكم في السلوك   سمة ضبط النفس و التحكم في السلوك I_icon_minitimeالجمعة يوليو 18, 2008 6:53 am

النفس .. الأمر المحير … التي حاول العلماء أن يضعوا لها مقاييساً و معايير ، و حاولوا أن يدخلوها في المعامل و يخضعوها للتجارب السريرية .

النفس .. برغم أننا نسير بها و نروح و نجئ ، و نشعر بأنها في كياننا و هي جزء منا إلا أنه في كثير من الأحيان تجد نفسك غريباً عن نفسك ، تجد نفسك تسير وراء الأشياء و الماديات و الشهوات و المتع التي تحبها فتكثر منها و تغب و تطلب المزيد المزيد و في لحظة تقول … لماذا تتحكم في الشهوات بهذه الطريقة ؟ هذا إذا كنت قد لاحظت في نفسك هذا الأمر بالفعل .

العديد منا يشتكي بأن الغضب يتملكه ، فترى شخصاً ودوداً محترماً لطيفاً و لكن عندما يثار بأمر يغضبه أو مؤثر يستفزه تجده يتحول إلى (آسف) إلى ثور هائج و ترتسم على وجهة علامات الغضب المنفرة فتجد هذا الوجه الودود الطيب المتسامح الأبيض ، تتحول قسمات وجهه إلى شخص دراكولي التعبير فتجد نظرات العين و اتجاه الحواجب و تضرس الأسنان

على أشدها و يا سلام على (السرينة) المتمثلة في الصوت العالي الجهوري و حوائط الصد التي تبنيها أنت وبالطبع غريمك هذا الذي تحدثه ثم يتطور الأمر فينحدر أسلوب الحوار بينكما ليصل إلى حد الشتيمة ثم يتطور الأمر إلى تشابك بالايدي إلى آخره .

و عندما تلام ، تقول الكلمة السحرية (أنا عصبي ، رجل عصبي ) معتقداً أن هذه الكلمة هي التصريح المقنع الذي سيجعل الناس يقتنعون و يهزون رؤوسهم بالموافقة و يقولون (آآه ، هو أنت عصبي؟ ، طيب ، نحن نأسف ، هيا يا جماعة (تصفيق) خلاص لماذا هذا التجمع الراجل يقول أنه عصبي ، ألا تفهمون ؟ كل واحد يذهب لمصلحته ، هيا ).

سنتحدث عن مصطلح يطلق على حياة بعض الناس .. من هم ؟ حياة هؤلاء ……

جاء لي عميل في مكتبي ليشتري بعض الأجهزة الكهربائية و الإلكترونية لنفسه ، و في الحوار الدائر بيني و بينه لاحظت عليه انه شغوف بما هو إلكتروني و كل ما يعمل بالريموت ، كل جهاز يراه يسأل أولاً ، هل يعمل بالريموت ؟

إن هذا العميل كان مقصد شراؤه في بادئ الأمر شراء جهاز واحد و لكن كل ما يعرض عليه جهاز آخر مع القليل من حرفية البيع و الإقناع يقتنع به بسرعة غريبة و يصر على الشراء

لدرجة انه بالفعل اشترى حتى نفذت نقوده و اتصل بصديق له و طلب منه أن يستدين منه مبلغاً من المال لأن نقوده نفذت و ظل يتفاوض معه أكثر من ساعة على هاتفه المحمول (لاحظ ارتفاع سعر المكالمة التي سيراه في الفاتورة بعد حين قريب ) على أسلوب السداد و أخيرا وافق صديقه و أتى أليه من بيته البعيد عن مقر الشركة بالمال و أشترى ثم رحل و لكن قبل أن يرحل قلت له ، بإمكاني أن احجز لك هذا الجهاز لتستلمه بعد شهر فلا داعي أن تتسلمه الآن بدلاً من أن تستلف مبلغه ، فقال لي ، شهر ؟ لا أتستطيع الانتظار أنا لن أنام اليوم سأسهر معه للصبح ، لن أقدر على تركه و أرحل .

ما رأيكم ؟ هذا الشخص أشترى اكثر مما يحتاج تعرض لعبث الناس في رغباته ( عملية الإقناع و البيع من البائع بالطبع يهمه رقم مبيعات مرتفع )أصبح مديناً بمبلغ مالي كبير في عشرة دقائقأحرج نفسه بالسؤال مع صديق له لكي يقرضه (و من الواضح أن صديقه يعرف طبيعته فظل يفاوضه ساعة لكي يعرف كيف سيحصل على ماله )

هذا الشخص لا يستطيع السيطرة على ذاته فبعد أن تضيع سكرة الفرحة بما أشترى ، ستأتي له فكرة كيف سيسدد ما أقترضه فيحزن و هذا التصرف ليس الأخير هذا الرجل بائس نحن نحب الطعام

و لكن الكثير منا يكون الأمر لديه زائد كثيراً فيفعل ما يريد لكي يحصل على وجبة ثمنها يمثل 70% من إجمالي المبلغ في محفظته .

هناك شخص لا يقاوم إغراء سماع أسم مطعم معروف للوجبات السريعة فيقرر الشراء فوراً

و يكرر هذا يومياً فأصبح الأمر كاهل على ظهره مادياً و صحياً ثم يشتكي و يقول

أنا لا اعرف كيف أتخلص من هذا الأمر ، يقال له الكثير و لكن ينتهي الأمر باستمراره

هو شخص بائس

أتذكرون ما قلناه في الحلقة الماضية عن شرب السجائر؟ ، تحدثنا عن ما يسمى بالروابط أتذكرونها ، الشخص الذي يشرب السجائر ، و تسوء صحته و تعتل يستمر في أمره بسبب هذه الروابط ، ثم في النهاية يقول

أنا لا اعرف كيف أتخلص من هذا الأمر ، يحذره الأطباء كثيراً و ينذروه بضرورة التوقف و لكن هيهات

هذا الشخص أيضاً .. شخص بائس

و هذا الفتى … العاشق … الذي تتلاعب الفتاه به يمينا و يساراً ويصل الأمر به إلى الفشل في حياته الدراسية أو العملية و يعاند أبويه لكي يتزوجها ، أو الفتاة التي يتلاعب الشاب بعواطفها ولا ينظر إليها إلا نظرة واحدة فقط و يقنعها بما يريده منها تحت مفهوم واحد و عندما ترفض و يتركها تحزن و تبكي و تضعف صحتها و تتذلل له لكي يعود إليها و ربما و العياذ بالله تنتحر من أجله .

هذا الشاب بائس .. و هذه الفتاة بائسة ..

و أنت يا من تغضب و تخسر صديقك و زميلك في العمل أو تذهب لقسم الشرطة لأنك قمت بضرب شخص لأنه أثار حفيظتك بشرارة استفزازك و تسب و تلعن و تضرب لأنك لا تستطيع أن تسيطر على نفسك . ولا تعرف انه بغضبك هذا

يمكنك أن تفقد صداقة سنين بمكالمة هاتف

و يمكن أن يبنى جدار بينك و بين زوجتك في موقف

و يمكن لطفلك أن يصير معقداً في حياته بسببك

فأنت هنا ،، للأسف .. بائس

أخي العزيز

البؤس يتمثل فيما تجنيه من مآسي و أحزان و هموم و مشاكل بنفسك لأنها من صنع يدك

انظر للأمثلة السابقة ، تجدها جميعاً تدور حول هذه النقطة

فهذا الشخص الذي ترك لنفسه عنان الشراء بلا عقل و تحكم و الذي سيكوى من حر سداد المبلغ الذي اقترضه ثم يحزن و يشتكي من الدنيا هو شخص بائس لأن شكواه و حزنه نتجت بسببه و من فعل يديه و عدم تحكمه في ذاته .

و الشخص الذي يجرى وراء معدته و صراخ عصافير بطنه و الذي لا يستطيع أن يتحمل صراخ عصفورة واحدة ثم يحزن من ارتفاع الضغط و السكر و هموم ألم القلب هو شخص بائس ، لأن شكواه و حزنه نتجت بسببه و من فعل يديه و عدم تحكمه في ذاته .

(هل وصل إليك المعنى اربط بين الفعل و مفهوم البؤس )

و الحقيقة هناك ارتباط ما بين البؤس و الندم فالفرق بين الاثنين قائم على أساس الفترة الزمنية للشعور بالحدث فعندما تشعر باستمرار الألم و الحزن لحدوث الأمر و ارتباطه بحياتك بالشكل الوثيق (كما تعتقد ) يكون الأمر بؤساً أما عندما تشعر هذا الشعور لفترة زمنية محددة أو عند مرور الحدث أمامك فتشعر به ثم يولى يكون الشعور ندماً، المهم ، إن هذا و ذاك مرتبط بما صنعته يداك و بجزء كبير منه مرتبط بعدم قدرتك أو لضعف قدرتك على التحكم في ذاتك و هذا ما سنحاول معالجته الآن و إكسابه لشخصيتك ليصبح سمة فيها .

أختي العزيزة

أنا من أنصار ترتيب الأفكار ووضعها على هيئة عناصر

سنقسم ما يحتاج للضبط و التحكم في أنفسنا إلى قسمين :

1-الضبط و التحكم في الشهوات

2-الضبط و التحكم للحالة النفسية و سنركز على (الغضب) على وجه التحديد

و في هذا الجزء سنتحدث كفكرة عامة على هاذين العنصرين و على الخطوات التمهيدية التي من خلالها سنضع أيدينا على طرق اكتساب سمة التحكم في الذات و بعد آخر فاصل في هذا الدرس سنتعلم في خطوات ( كما تعودنا ) طرق ضبط النفس و التحكم في السلوك .

إذا كان علم النفس الحديث اعتبر التحكم في الذات و ضبط السلوك الإنساني إحدى سمات الشخصية السوية فإن الإسلام قد سبق هذا العلم بأربعة عشر قرناً حيث وضع الدين الحنيف قواعد و أصول للتحكم في الذات و هذا بلا شك إعجاز إسلامي في نمط الشخصية السوية

و إذا كنا قد قسمنا ما نحتاج للتحكم فيه وضبطه في أنفسنا إلى قسمين و هما الضبط و التحكم في الشهوات و الانفعالات النفسية (الغضب) فإن هذا التقسيم ليس بعيداً عن المفهوم الإسلامي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kholoud-dangerous.yoo7.com
Admin
الإدارة
الإدارة



عدد الرسائل : 159
الموقع : www.adam-lamber.mousika.ibda3
السٌّمعَة : 0
نقاط : 30178
تاريخ التسجيل : 17/07/2008

سمة ضبط النفس و التحكم في السلوك Empty
مُساهمةموضوع: تتمة   سمة ضبط النفس و التحكم في السلوك I_icon_minitimeالجمعة يوليو 18, 2008 6:55 am

فالصيام مثلاً ، شعيرة إسلامية هامة جداً و من أركان الإسلام الخمس و من الفوائد الجمة للصيام تدريب النفس على التحكم في الشهوات خاصة و أن مفهوم الصيام في ديننا الحنيف يختلف عن مفهوم الصيام الذي يتبعه أهل الديانات الأخرى ، فصيامهم قائم على منع أكل بعض من أصناف الطعام و لا يتعدى مفهوم الصيام لديهم على أنه مجرد فترة زمنية لا يأكلون فيها طعاماً معينا و لكن الإسلام عندما شرع قيه الصيام كان المفهوم شاملاً فتعدى الأمر من مجرد امتناع عن شهوة الأمر لتدريب الذات على التحكم في السلوكيات البطالة كالنظر على المحارم و النميمة و الغيبة و الكذب … الخ ، و هذا الأمر الحقيقة هو الذي استنبطت منه (أسلوب المنع) و الذي سأتحدث عنه بعد قليل و المفيد في السيطرة على النفس في الجري وراء الشهوات .

ولنتحدث قليلا عن الشهوات

الشهوة ، إحساس فطري خلقنا به جميعاً يسمونها في علم النفس (احتياجات فسيولوجية داخلية ) و هي نعمة أنعم الله علينا بها ، فالله جعل شهوة الطعام لتبقى و تعيش و تتلذذ بنعمته ، فلعلك تقول (إذا كان الله اكسبني إحساس الجوع أليس هذا كان كافياً ) أقول لك إحساس الجوع هو إحساس تنبيهي يدلك على أن المعدة خاوية و العناصر الغذائية الأساسية في جسمك قلت عن معدلها الطبيعي و عليك أن ترجعها إلى معدلها بتناول الطعام ، لذلك إذا كان الارتباط بالطعام مرتبطاً بإحساس الجوع فقط كنت ستسد هذا الإحساس بأي شئ تأكله أمامك فلا تهتم بالتنوع في نعم الله و إبداعه في خلق الثمار و الأنعام و الطيور القابلة للأكل و الدليل على ذلك أن الحيوان لا يفهم معنى التنوع هذا لذلك عندما يجوع الحيوان لا يأكل إلا الطعام المحدد الذي يتغذى عليه فالأرنب كائن نباتي و برغم أنه نباتي فلا يأكل أي نبات

لذلك فالشهوة تتيح لك التلذذ بما تشتهيه و تستمتع به و بالتالي تستمتع بما خلق الله و منحك إياه و هذا بالطبع مدعاة للشكر.

قس ذلك على جميع الشهوات الأخرى و لكن لا تنس يا عزيزي أننا نعيش في دنيا ، هذه الدنيا فيها موارد محددة خلقها الله بمقدار و فيها الأحاسيس و الاستمتاع أيضاً بمقدار لذلك فشهواتك محدودة و محكومة، محدودة بما هو متاح و محكومة بشرائع دينية و دنيوية فهي ليست مطلقة العنان أما الأهم في الموضوع أن الشهوة منقوصة فلا توجد شهوة كاملة في الدنيا ولابد أن لا تكون كذلك .

توقفت أنت هنا .. أليس كذلك .. سأوضح لك اكثر عندما تشتهي طعاماً ما و تريد أن تأكله ، لتحصل عليه لابد من ثمن و مقابل تدفعه ..معك المقابل ، ستحصل عليه ، ليس معك المقابل لن تحصل عليه ……… هذا قانون دنيوي لماذا لأن هذا الطعام كميته محدودة لأنه من الموارد .. و الموارد في الدنيا محدودة هذه حكمة الله في خلقه ، إذا فشهوتك محدودة بالأمر القسري.

و إليك القانون الثاني
إذا تمادى الإنسان في الاستجابة لشهواته يصاب بما يسمى التبلد و التراخي كمرحلة أولى ثم الملل و هي المرحلة الثانية ، الملل من الشهوة التي تلبى بنفس الطريقة و بنفس الأسلوب لذلك إذا استمرت هذه الحالة يتحول الأمر إلى المرحلة الثالثة و هي الخطورة بعينها و هي مرحلة الشذوذ عن ما هو طبيعي .

فإذا أطلقت عنان شهوتك في الطعام ستمل ما تأكله فتبدأ في البحث عن ما هو غريب لتأكله ، ترى هذا الأمر حادث في الصين مثلاً على سبيل المثال

هناك مثلاً صينياً يقول
" نحن نأكل كل شئ على الأرض ما عدى السيارات و كل ما يطير في الجو ما عدى الطائرات"

هذا حقيقي فالصينيون يأكلون كل شئ ، كل شئ ، المطبخ الصيني فيه ما لا تعتقد أن يتواجد ، لذلك فليس غريباً أن تظهر الأمراض الجديدة الغير نمطية (كالسارس و أنفلونزا الطيور ) من بلادهم عافانا الله .

و في الغرب و أمريكا و البلاد الغير إسلامية عموماً ، يغرقون أنفسهم في الشهوة الجنسية فتحول الأمر إلى الشذوذ الجنسي فيظهر ذلك في صورة العري الفاضح والبغاء العلني و الإباحية في الشوارع و التجمعات التجارية (malls) خاصة في الإجازات الأسبوعية فكثير من الفتايات هناك لا تكتفي فقط بما تفعل بل تقرر أن تتعرى على الملأ لرغباتها في إثارة نفسها أكثر (sex mania) فظهرت هنا المواقع الإباحية على الإنترنت و القنوات الفضائية الجنسية و ظهرت معها بالتبعية أمراض مثل الإيدز و الزهري عافانا الله .

و على هذا فالقانون الثاني يقول أن شهوتك محكومة بشرائع دينية و أخلاقيات و هذا في مصلحتك لتتجنب مضار إطلاق عنان الشهوة و مرورها بمراحلها الثلاث الجسيمة التي أوضحتها لك .

و أخيراً القانون الأخير للشهوة و هو أن الشهوة منقوصة

ألا يحدث في كثير من الأحيان بعد أن تتناول طعام الغداء تشعر بثقل في معدتك و خمول و تجد الأطباء يوصون على التلفاز بضرورة عدم الإكثار من تناول اللحم الأحمر مثلاً حتى لا تصاب بالنقرس الذي أسموه (مرض الملوك ) ولا تفرط من تناول السكر حتى لا تصاب بمرضه " مرض السكر (السكري)

إذا أي شهوة منقوصة أتعرف لماذا لأن هذه حكمة الله في خلقه لشهوات الدنيا فيا أخوان

القوانين الثلاثة السابقة لن نتقيد بها في الجنة إن شاء الله تعالى

ستشتهى ما يحلو لك بلا التقيد بمحدودية الموارد لأن موارد الجنة لا تنضب

و شهواتك ليست عليها قيود في الجنة أفعل ما شئت

و شهواتك ستكون غير منقوصة في الجنة فلا خمول و لا تعب و لا أطباء

و لكن نحن الآن في الدنيا … علينا أن نتعلم كيفية ضبط شهواتنا كجزء من سمة ضبط أنفسنا

و اعلم ان ضبط الشهوات عامل كبير جداً من عوامل ضبط السلوك اضبط شهوتك ينضبط سلوكك

سنتعرف على ذلك بعض قليل و لكن قبل ذلك هيا نتحدث قليلاً عن (الغضب)

آآآآه ، الغضب ، الانفعال المؤسف ، الذي أودى بحياة الكثيرين ، و أضر بالكثيرين ، وقطع صلة الرحم بين الكثيرين ، هذا هو الغضب اللعين ، أو ما يقول عليه البعض العصبية .

مفهوم التحكم في الذات مرتبط أكثر مع الغضب خاصة و ظان امتلاك النفس و التحكم فيها من القيم الإسلامية و كبح جماح الانفعالات السلبية .


قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

" ما تعدون الصرعة فيكم ؟ قلنا : الذي لا تصرعه الرجال . قال : ليس ذلك ، و لكن الذي يملك نفسه عند الغضب " رواه مسلم

و كانت العصبية و الحمية و الغضب من سمات الشخصية الجاهلية التى كرهها الإسلام للأمام فخر الدين الرازي رحمه الله في شرح لصلح الحديبية رأيا جميلاً فيقول في تقابل الغضب الجاهلي المتأصل في نفوس من أعرض عن منهج الله تعالى و نأى بجانبه ، كانت السكينة المنزلة من العليم الخبير نصيب رسول الله صلى الله عليه و سلم و نصيب المؤمنين برداً و سلاماً

إن أحد العدوين إذا اشتد غضبه فالعدو الآخر إن كان مثله في القوة يغضب أيضاً و هذا يثير الفتن ، و إن كان أضعف منه ينهزم أو ينقاد له و الله تعالى أنزل في مقابلة حمية الكافرين على المؤمنين سكينته حتى لم يغضبوا و لم ينهزموا و هو بعيد عن العادة فهو من فضل الله تعالى "

أخي العزيز ، أختي العزيزة ،، لماذا تغضب ؟ هيا نحاول البحث سريعاً عن الأسباب

1- لترسخ اعتقاد (الغضب) العصبية لديك
هل تذكر كم مرة كررت على نفسك كلمة أنا عصبي أنا عصبي ملايين المرات بالطبع منذ صغرك حتى ترسخ لديك اعتقاد راسخ غير حقيقي بأنك عصبي ، فتحاول بشكل غير إرادي أن تحافظ على مستوى عصبيتك لأنها جزء منك (فعلاً هذا ما يحدث) و تعطي لنفسك المبرر لأي تصرف تفعله لأن لديك هذا الاعتقاد بأنك عصبي فتطيح في وجه هذا و تصرخ في وجه هذا و تلوح بيديك و تسب و تلعن و صوتك الجهوري يلعلع في المكان و في الآخر و بكل بساطة تقول " اعذروني ، أنا عصبي ، تقبلوا هذا العيب "

2- لإصرارك على فرض رأيك على الغير
هناك بعض الناس تحتار في أمرهم الحقيقة فترى الواحد منهم يصر إصرار عجيب على التمسك برأيه و فرضه عليه خاصة الذي لا تقتنع به بالطبع فهو لم يكتفي بالتمسك برايه ، لا ، بل يفرضه عليك فرضاً و يتمنى أن يسقيك أياه بالملعقة رغماً عنك .

3- لفقدك لثقتك بنفسك
أحبائي أصحاب الفئة الأولى في الاختبار (التي لم يقع فيها أحد ) كيف حال السمة الأولى (الثقة بالنفس ) هل ذهب الدرس الأول أدراج الرياح ؟ ، فقدك لثقتك بنفسك عال من العوامل التى تؤدي لسرعة إثارة حفيظتك و استفزازك بسهولة خاصة عندما تتعرض للمؤثر الرئيسي المؤدى لفقد ثقتك بنفسك ما يجعلك تغضب .

4- لاعتقادك بأنك الوحيد الصواب دائماً
هناك من يعتقد بأنه على صواب دائماً و غيره على خطأ لذلك يغضب هذا الشخص دائماً عندما يشعر ممن حوله بأنه على خطأ.

5- انشغال المخ بأمور الدنيا كثيراً
( تلاهي الحياة ) أكثر لفظ شامل كمبرر لأي شئ و لأي تصرف خاصة الغضب و الجحود و البعد عن الناس خاصة المقربين منهم فعندما تلوم شخص على ذلك يعطيك الترخيص الخاص به و هو عبارة عن كارت أخضر مكتوب عليه ( الدنيا تلاهي ) ،الانشغال بأمور الدنيا (المعقدة في حد ذاتها) يؤدي إلى التوتر ، و التوتر في حد ذاته بالطبع مصدر رئيسي للغضب .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kholoud-dangerous.yoo7.com
Admin
الإدارة
الإدارة



عدد الرسائل : 159
الموقع : www.adam-lamber.mousika.ibda3
السٌّمعَة : 0
نقاط : 30178
تاريخ التسجيل : 17/07/2008

سمة ضبط النفس و التحكم في السلوك Empty
مُساهمةموضوع: تتمة   سمة ضبط النفس و التحكم في السلوك I_icon_minitimeالجمعة يوليو 18, 2008 6:56 am

6- المعصية
المعاصي دستور الشيطان ، فعندما تعصي تخالف الله سبحانه و تعالى و تطيع الشيطان أعوذ بالله لذلك لن يدعم فيك الشيطان إلا توتراً فالشيطان عندما يجدك محب للشهوة يدعمك بمصادرها المحرمة لأنه لا يريدك تستلذ بنعم الله التى أحلها لك بل يريدك أن تصل بسرعة الى المرحلة الثالثة من الشهوات (الشذوذ عما هو طبيعي ) فتغضب عندما لا تجدها متاحة أمامك بسهولة .

7- لتدارى عيباً تعرفه في نفسك
عزيزي الحبيب ، الذي تعرف ما في نفسك ، أهمس في أذنك و أقول كل عيب يمكن إصلاحه كل خطأ يمكن تداركه ، المسكنات كدواء لا تعالج و لكنها تخفف الألم و لكنه يمكن ان يعود بسهوله لأن سببه لا يزال قائماً ، عيبك أنا لا أعرفه ولا يمكنني معرفته و لكن من منا خالي من العيوب ، أتحدى أن يكون شخصاً خالياً من العيوب ، لا تغطى على عيبك بالانفعال و الغضب ، أصلح ما فيك خاصة و انت تعرفه جيداً .

8- للتأثير الغير مباشر على الآخرين
و هذا الحقيقة لا أسميه غضباً و لكن ادعاء للغضب ، و كثير من الاخوة المديرين و القادة يعرفون هذا العنصر جيداً و يستخدمونه في كثير من الأحيان كنوع من السيطرة ، و هذا الحقيقة أمر الى حد ما غير مرفوض برغم أن هناك الكثير من السياسات الإدارية يمكنها أن تؤدي الى السيطرة بلا ادعاء الغضب هذا ، و لكن يمكن أن ينقلب الادعاء الى حقيقة و تغضب بالفعل .

9- لأنك ربما في مرحلة المراهقة
من السمات النفسية للمراهق سرعة الغضب لأنه يريد أن يثبت ذاته و يظهر نفسه أمام الآخرين و لكن الخطأ الشاسع ألا ينبه الأهل المراهق بهذا الأمر ، فمن الضروري أن يتعاملوا معه بالشكل الذي يريحه و بنفس الوقت يخفف من وطأته حتى لا يترسخ لديه و يصبح عادة

ما سبق كان استعراض سريع للأسباب المؤدية للغضب .

سؤال ؟ ما هو السبب الذي تراه في نفسك المؤدية لغضبك من الاسباب السابقة …؟؟؟؟؟ (أرجو الرد في تعليقاتكم )

هنا ينبغي أن نتحدث عن العناصر التالية في الغضب

1- أنواع الغضب
2- أشكال الغضب

1- أنــــواع الـغـضــب :

ينقسم الغضب الى

1- غضب مسموح و هو الغضب (الغضب و ليس شكل الغضب ) الذي سمح به اللإسلام و يكون للأسباب التالية

1- لانتهاك حرمة من حرمات الله عز و جل


عن عروة بن الزبير رضي الله عنه

" أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة الفتح ، ففزع قومها إلى أسامة بن زيد ستشفعونه قال عروة : فلما كلمه أسامة ، تلون وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال " أتكلمني في حد من حدود الله ؟ ، قال : استغفر لي يا رسول الله فلما كان العشى ، قام رسول الله صلى الله عليه و سلم خطيباً فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال

أما بعد فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، و إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، و الذي نفس محمد بيده ، لو أن فاطمة ابنة محمد سرقت لقطعت يدها ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بتلك المرأة فقطعت يدها . فحسنت توبتها بعد ذلك و تزوجت . قالت عائشة : فكانت تأتينى بعد ذلك فأرفع حاجتها الى رسول الله صلى الله عيه و سلم .

2- الغضب على الحق
و لكن ، ضع نفسك في هذا السؤال المحير ، ما هو معيارك الذي تستدل عليه في كونك على حق أو باطل ؟ .

2- الغضب غير المسموح به
و هو الغضب دون ما سبق و الذي تتصاعد وتيرته لتصل الى حدود غير محتسبة و الذي يشكل الشخصيات الغوغائية و الهمجية و الوحشية المنافية للحضارة الاسلامية التي من أصولها الثابتة في شخصية رسول الله صلى الله عليه و سلم من الحلم و الرفق و السكينة و التسامح و نبذ العنف و الغلو و التشدد ، يقول رسولنا الكريم الحضاري صلوات الله و سلامه عليه " إن الله رفيق يحب الرفق ، و يعطي على الرفق ما لا يعطى على العنف و ما لا يعطى على ما سواه " رواه مسلم

و هذا حديث آخر أحبه كثيراً قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

" إن الرفق لا يكون في شئ إلا زانه و لا ينزع من شئ إلا شانه " رواه مسلم

هذه هي معايير الغضب ، محددة و ثابتة ، تغضب لضد انتهاء حدود الله و لنصرة الحق فقط أما دون ذلك فغضبك عليه يرفضه الإسلام و ينكره .

أشــكــال الــغـــضــب

هل ظهرت مرة في فيلم فيديو و أنت غضبان ، هل رأيت نفسك و أنت غضبان .. كيف تكون ؟

تعالى نعدد أشكال الغضب لترى نفسك في أي شكل يطابق واقعك

الشكل الاول: نقول أن الشخص الغاضب أو السريع الغضب هو الذي تتوافر فيه العناصر التالية

1- انه غاضب طوال الوقت
2- يغضب لأتفه الأسباب
3- لا يستطيع التحكم في مستويات غضبه
4- لا حدود لغضبه

5- هو الخاسر دائماً

6- يفقد حقه نتيجة لغضبه

7- يشعر بالندم بعد غضبه وبالرغم من ذلك لا يرتدع

(هذا الشخص يطلق عليه وصف انه شخص أحمق ( يجب أن نكون صرحاء)

الشكل الثاني : هو شخص يتصل غضبه الى التالي

1-انه غاضب طوال الوقت

2-يغضب لأتفه الأسباب

3-لا يستطيع التحكم في مستويات غضبه

4-لا حدود لغضبه

5-هو الخاسر دائماً

6-يفقد حقه نتيجة لغضبه

7-لا يندم بل يكابر على ما اقترفه

(هذا الشخص يطلق عليه وصف انه شخص غوغائي( يجب أن نكون صرحاء)

الشكل الثالث

1- لا يغضب طوال الوقت

2- يختزن مؤثرات الغضب سواء كانت تافهه أو تستحق

3- يصل لنقطة فاصلة بين ما قبل غضبه و ما بعدة

4- عند العبور الى ما بعد هذه النقطة لأي مؤثر مهما كان ينفجر بغضب رهيب

( هذا شخص لا تتوافر فيه الحكمة )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kholoud-dangerous.yoo7.com
 
سمة ضبط النفس و التحكم في السلوك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المجتمع من أجل الجمال والجمال من أجل النهوض بالمجتمع الراقي :: المرأة والعالم-
انتقل الى: